إدمون الياس بخّاش
في حواره الشهير مع إيوثيفرو، يسأل سقراط: هل الطيبة (الأخلاق) محبوبة من الآلهة لأنها جيّدة، أم أنّها جيّدة لأنها محبوبة من الآلهة؟
إرتباط الأخلاق بالدين سؤال قديم قِدَم الإنسان على وجه الأرض. فمنذ أن وَعى الإنسان محدوديته وضعفه في هذا الوجود وهو ينسب كلَّ شيء إلى آلهة تفوقه قدرة فتحكمه وتتحكّم به وأصبح معيار الأخلاق لديه ما يُرضي الآلهة ويُسعدها حتى ولو كان رضاها ثمنه حياة بشريّة. وارتباط الأخلاق بالدين قائم حتى في الأديان السماويّة وإن كانت صلتها بالله عن طريق الوحي مخالفة بشكل معاكس مفهوم الدين عند الإغريق. دوستويفسكي يقول بأنه : لا يمكن تصوّر الأخلاق من دون دين. ولكن، هل حقًا لا يوجد أخلاق من دون دين؟ وماذا عن ضمير الإنسان بحالته الفطريّة الطبيعيّة؟
لست هنا في معرِض إجراء بحث او إحصاء حول الموضوع للإجابة عن هذا السؤال ولا همّي ذلك، إنما همّي أن أفهم كيف يستطيع الإنسان القَبض على حُكم الشريعة ويمسك بخُنّاق الدين فيُعطي لنفسه الحقّ بقتل إنسان، ولد بطبيعته حرًّا، أراد أن يعبّر عن أخلاقه هو لا عن أخلاق الدين.
أم أنّه حكم الله (الثيوقراطيّة)؟
أعتقد أنّ مشكلة مهسا ليست مع الله ولا مع الدين بل مع من يحكُم باسم الله وعِوضًا عنه.