صرخة كاهن: ليس باسمي يا زوّار مليتا

إدمون الياس بخّاش

مؤخًّرا عمّت بلبلة وسائل التواصل الاجتماعي جرّاء زيارة وفد من المطارنة ورجال الإكليروس إلى بلدة جنوبيّة للمشاركة بما يسمّى بيوم التحرير. أثارت هذه الزيارة عن حقّ امتعاض جمهور واسع من المسيحيّين والسياديّين، فراح بعضهم ينعت رجال الإكليروس عامّة، لا المشاركين فقط، بأوصاف نربأ بنفسنا عن ذكرها هنا.

ولكن يهمّني أن يعلم جمهورنا المسيحي خاصّة والسيادي عامّة، أنّ ليس جميع الإكليروس مؤيّد لهذه الخطوة، أي الزيارة، وأنا شخصيًّا من المعترضين عليها. هنا في لبنان الكثير من الإكليروس سيادي وطني لبناني لا يرضى بأن يَختزل طرف أو حزب واحد ذو صبغة دينيّة واضحة فعل المقاومة وينعتَها بالاسلاميّة. المقاومة إمّا أن تكون وطنيًّة نابعة من إرادة كلّ الشعب أو لا تكون. لا زال في كنيسة المسيح رجال يتبعون المسيح. رجال يعرفون كيف يحبّون أعداءهم دون التنازل عن الكرامة ودون انبطاحيّة أو ذميّة. وأريد أن يعلم القرّاء جميعًا بأنّ الكنيسة ليست الإكليروس فقط، إنّما أيضًا وأساسًا شعب الله الّذي اعتمد على اسم الثالوث الأقدس وآمن بالمسيح ربًّا وإلهًا.

كلّ مسيحي يحابي الوجوه ويبتغي رضى الناس لا رضى الله هو ليس مع المسيح، ومن ليس مع المسيح فهو عليه. ننحني احترامًا لكلّ تضحية قام أو يقوم بها أيّ إنسان لأجل قضيّة يؤمن بها، ولكن لا نقبل أن يجبرنا أحد على قبول قضاياه وقناعاته او حتّى إيمانه أو دينه لأنّنا خلقنا أحرارًا .

لنا ما لنا ولكم ما لكم والفيصل بيننا المودّة والاحترام لا التبعيّة او الرضوخ. تاليا، زيارة مليتا لا تمثّلني؛ انا الأب إدمون بخّاش براء منها. وأنا، كمواطن لبناني رافض لكلّ سلاح غير شرعي في وطني، داعم لكلّ مواطن لبناني سيادي مثلي، ومثل كلّ لبناني غيور. كما انّني، بالمناسبة، مؤيّد لمشروع الفدراليّة في لبنان، لما في هذا المشروع من احترام للتعدديّة الثقافيّة والاثنيّة والدينيّة، لأنّه يسمح للجميع بحسن الجوار والتساوي في المواطنة ضمن وحدة الأرض واحترام الهويّات. فتحيّة للسياديّين اللبنانيّين رافضي السلاح غيري الشرعي أينما وجدوا؛ وتحيّة أيضا لجميع الزملاء الفدراليّين. تابعوا المسيرة السياديّة الفدراليّة، واعلموا أنّكم على حقّ، لأنّ مشروعكم هو مشروع وحدة، واعلموا أنّكم منطلقين من محبّة الآخر واحترامه وساعين لخير الجميع وازدهارهم رِفعة لوطنكم لبنان.

عشتم وعاش لبنان سيّدًا حرًّا فدراليًّا مستقلًّا.