ادمون بخّاش - المسيح والعنف نقيضان لا يلتقيان

أن يلبس البعض يسوع في صور تتداولها مواقع التواصل كوفيّة فلسطينيّة، أو يضع بيده بندقيّة حربيّة، هو بلا شكّ تعبير قوي، يريد منه صاحبه ان يستدرّ عطف المشاهد المسيحي، أو أن يقول من خلال الصورة أنّ المسيح يقف في صفّه ضدّ اليهود، قتلته. ما يغفل عنه صاحب التصوير، انّه ان كان مسيحيًّا، فإنّ وضع بندقيّة بيد يسوع لا يتناسب مع حقيقة الإيمان المسيحي ولا مع رسالة المسيح الداعية للسلام وهو القائل، "طوبى للساعين الى السلام فإنهم ابناء الله يدعَون". امّا ان كان غير مسيحي، فعليه أن يعلم أنّ المسيح لم يحمل يوما سيفًا، لا بل بادر الى نهي تلميذه بطرس عن حمل السيف قائلا له:"اعد سيفك لغِمده يا بطرس فإنه من أخذ بالسيف، فبالسيف يؤخذ." تاليا، من أراد ان يُدخل المسيح -الذي غفر لصالبيه بقوله "اغفر لهم يا أبتاه لأنّهم لا يدرون ما يفعلون"- لدعم قضيّته فعليه ان يكون من سُعاة السلام والمحبّة لجميع البشر أيًّا كانوا، لا من سعاة الحرب والعنف والمقاومات الاعتباطيّة.

وللتذكير: الكنيسة الكاثوليكيّة، اقتداءً بمعلّمها، صفحت عن اليهود، لا بل بادرت على لسان القديس البابا يوحنّا بولس الثاني الى الاعتذار منهم بسبب الاضطهادات التي تسبّب لهم بها المسيحيّون في زمن محاكم التفتيش. ولا يخفى على أحد دور الكنيسة الكاثوليكيّة في مساعدة اليهود في زمن هتلر والمحرقة النازيّة، وهي الكنيسة التي وقفت وتقف بجانب كلّ مُضطهَد في كلّ زمان ومكان. انّ المقدّسات لها حرمتها لدى المعتقدين بها، لذلك كفى استعمالا للرموز المسيحيّة بشكل اعتباطي وخاطئ للتسويق ولحشد التعاطف الجماهيري، لأنّ هكذا فعل هو للعالم بالمسيح والمسيحيّة ليس سوى جهل وسطحيّة، لذلك اقتضى التوضيح.