جوزيف بو شرعة - جلد الذات: زجليّات الدكتور فارس

يكرّر السيّد فارس التزاماته الأيديولوجية التي أثبتت الأدلة والمعطيات الإمبيريقية فشلها. يحاول سعيد إلحاق كراهية طائفية خلف مطالب الإثنيات والطوائف المسيحية في لبنان بتقرير مصيرها، فيستعين بقاموس حزب الله متّهمًا المطالبين بالحكم الذاتي بكراهية المسلمين، في حين أن الدافع الأساسي كان ولا يزال العيش الحرّ والآمن.

يساوي سعيد بين الهويّة والمصالح الاقتصاديّة: لن يتقدّم الموارنة في المشرق إلّا إذا تخلّوا عن هويّتهم السريانية واعتمدوا، كما يحب سعيد، طقوس جلد الذات والإعتراف بالخطيئة (mea culpa)، وكأنّنا أمام مقدّمات الجرائد المسيحيّة زمن الحكم التركيّ التي كانت تفرد صفحاتٍ لمدح السلطان العثمانيّ. طبعًا في هذا الكلام إهانة للعرب أوّلا لأنّه يفترض جهلهم بحقيقة الجماعات المسيحيّة التي يتعاملون معها، أو يفترض عنصريّةً في الفكر العربيّ السعوديّ أو الخليجيّ.

الواقع إن هذا الكلام المسجّل ليس سوى خواطر برجوازيّ يحنّ إلى دورٍ ما، فقده بعد سقوط السنّيّة السياسيّة، فلفظه مجتمعه تماما مثلما لُفِظَ نجاح واكيم، ومتسلّقون آخرون.