حنان رحمة
إنضمّت أستراليا أخيرًا إلى مجموعة دول غربيّة وعربيّة تصنّف "حزب اللّه" برمّته كمنظّمة إرهابيّة، وذلك نتيجة هجمات شنّها الحزب على مدى سنين ضدّ منتمين إلى بلدان يعتبرها عدوّة، بالإضافة إلى اتّهامه بالتورّط في عمليّات تبييض أموال وتجارة المخدّرات.
الملفت في هذه الخطوة أنّ أستراليا شملت جناح "حزب اللّه" السياسي بالتصنيف بعد أن كانت حصرت الحظر على جناحه العسكريّ فقط منذ عام 2003. وبنتيجة هذا الإعلان، يُمنع على أيّ مقيم أو مواطن أسترالي الإنضمام إلى "حزب اللّه" تحت طائلة السجن لمدّة تصل إلى 25 سنة.
بعض الدول والمنظّمات الدوليّة كالإتّحاد الأوروبي مثلًا وفرنسا ونيوزيلندا تميّز بين جناحين مفترضين في "حزب اللّه"، واحد سياسي وآخر عسكري، وتفرض حظرًا فقط على الأخير، حرصًا منها على مصالحها مع ايران، وربّما أيضًا لعدم تعقيد علاقاتها الديبلوماسيّة مع النظام اللبناني الخاضع للحزب. الملفت هنا أنّ من يرفض هذا التمييز ليس فقط أعداء الحزب كإسرائيل والولايات المتّحدة، بل "حزب اللّه" نفسه. على سبيل المثال، أكّد نائب أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، بخطاب عام 2012 على أنّه "في لبنان هناك حزب واحد اسمه حزب الله، وليس عندنا جناح عسكري وجناح سياسي".
يُذكر أنّ الدولة الأولى الّتي أدرجت "حزب اللّه" على لائحة الإرهاب كانت إسرائيل، وذلك عام 1989، لتتبعها الولايات المتّحدة في عام 1997، وتُلحق هذا الإعلان بسلسلة طويلة من العقوبات على شخصيّات تابعة مباشرةً أو مقرّبة من الحزب. بعد ذلك، قامت كندا بالخطوة نفسها عام 2002، لتتبعها أستراليا (حظر على الجناح العسكري فقط)، وهولندا (البلد الأوروبي الأوّل الّذي صنّف الحزب برمّته على لائحة الإرهاب). وفي عام 2010، انضمّت نيوزيلندا إلى لائحة هذه الدّول، إلّا أنّها ميّزت، وما تزال، بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب.
أمّا بالنسبة إلى الإتّحاد الأوروبي، فقرّر إدراج جناح "حزب اللّه" العسكري على لائحة الإرهاب عام 2013، على إثر الهجوم الإرهابيّ الّذي استهدف حافلة من السيّاح الإسرائيليّين في بلغاريا عام 2012، وعلى إثر اكتشاف عدد كبير من الخلايا وشبكات تجّار الأسلحة والمتفجّرات المرتبطين بالحزب في دول أوروبيّة كثيرة. من جهته، قرّر مجلس التعاون الخليجي بالإجماع في العام 2013، تصنيف "حزب اللّه" كمنظّمة إرهابيّة تعمل لصالح إيران على زعزعة الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على إثر تورّط الحزب بالحرب السوريّة إلى جانب نظام بشار الأسد، وبعد اتّهام الحزب بتجنيد خلايا تابعة له في دول الخليج كافّة. وبضغط من المملكة العربيّة السعوديّة، انعقد اجتماع طارئ للجامعة العربيّة في عام 2016، أُدين فيه "حزب اللّه" كمنظّمة إرهابيّة تابعة لإيران، مع تسجيل تحفّظ دولتي العراق ولبنان.
أمّا موجة الحظر الأخيرة ضدّ "حزب اللّه"، فبدأت منذ العام 2019 مع بريطانيا، لتتبعها ألمانيا بأيّام قليلة، ثمّ الأرجنتين، والباراغواي، وكولومبيا، وهوندوراس، وغواتيمالا، وتشيكيا، وصربيا، وكوسوفو، وليتوانيا، وإستونيا، وسلوفينيا، وغيرها من الدّول.
يبقى أنّ عزلة حزب اللّه الدوليّة ليست تامّة. فبالإضافة إلى الرعاية الإيرانيّة الدائمة، والصلة الوثيقة بالنظام السوري، يحافظ "حزب اللّه" على قنوات تواصل مع روسيا، والصين، وكوريا الشماليّة، وفنزويلا، وكوبا.