العونيّون: وداعًا يا جامعات لبنان

حنان رحمة

أظهرت نتائج الإنتخابات الطّالبيّة الجامعيّة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في شعبيّة التيّار الوطني الحرّ في الفئة العمريّة للشباب المشارك، حيث ارتكزت المنافسة في أغلب الأحيان بين العلمانيّين والمستقلّين من جهة، وحزب القوّات اللّبنانيّة من جهة أخرى. وفي حين حافظ التيّار على بعض المقاعد التّي فاز بها العام الفائت في انتخابات الجامعة اليسوعيّة (معظمها بالتّزكية)، لم يسجّل هذا العام أيّ تقدّم، خصوصًا في ظلّ مقاطعة حليفيه، حركة أمل وحزب اللّه. وبعد أن كان يَعتبر التيّار كليّة الهندسة في مجمّع المنصوريّة "حصنه وقلعته"، يواجه اليوم خسارةً مدوّية فيها للمرّة الثانية على التّوالي، لصالح طلّاب مستقلّين، متحالفين مع النّادي العلماني. ولشدّة الخيبة الّتي حلّت على التيّار، صوّب غضبه على حركة أمل متّهمًا إيّاها بالتحالف المستتر مع القوّات وبالمساهمة في انتصارها في معركة "هوفلان". فما كان من الحليف السابق إلّا أن بادله الهجوم بهجومٍ أعنف، متّهمًا التيّار "بالكذب" و"الشّهادة زورًا".

أمّا في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة (LAU)، فانعدم تمثيل التيّار كلّيًّا في حرم بيروت ولم يحصل على أيّ مقعد، فيما اقتصر تمثيله في حرم جبيل بمقعدين فقط، مقابل 10 مقاعد للقوّات و 3 للعلمانيّين والمستقلّين.

أمّا الجامعة الأميركيّة في بيروت، فنتائج الانتخابات فيها أظهرت خروج كافّة الأحزاب من الصورة، وليس فقط التيّار. ولكن مصيبة التيّار هي أنّ هزيمته لم تقتصر فقط على الـ AUB، حصن العلمانيّين الجديد، بل طالت كافّة الجامعات المهمّة.

إنّ هزيمة التيّار لافتة ولها دلائل كثيرة، ولكنّها غير مفاجئة على الإطلاق. فشعبيّته لدى الطلّاب بدأت بالتّراجع تدريجيًّا منذ العام 2005 على الرّغم من تحالفه القويّ مع حركة أمل وحزب اللّه.

كيف نتفاجئ من هزيمة تيّار "التغيير والإصلاح"، وهو الّذي يتبوّأ منذ فترة غير قصيرة رأس سلطة فساد وصفقات ومحسوبيّات أعدمت الطبقة الوسطى وأفقدت الشّباب الأمل. باختصار، لم يعد بإمكان التيّار إقناع الطلّاب بشعارات لا تمتّ بواقع ممارسته السّياسيّة والإداريّة بِصِلة. لقد أتى انحسار شعبيّة التيّار متأخّرًا للأسف، ولكنّه أخيرًا أتى.