من أجل القطيعة مع الإحتفاليّة بالحرب اللبنانيّة

لماذا نحن فدراليّون (23/23): من أجل القطيعة مع الإحتفاليّة بالحرب اللبنانيّة

مع أنّ الفكرة الفدراليّة طُرحت بقوّة في خلال الحرب –وهذا بالمناسبة، من أسباب النقزة التي لا تزال الفدراليّة تثيرها في النفوس– إلّا أنّنا ننفر بشدّة من الإحتفاليّة الدائمة برموز الحرب الأهليّة ومعاركها على مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان. نحترم بعمق، طبعًا، تضحيات الّذين قضوا دفاعًا عن فكرة آمنوا بها. ومع ذلك، يؤسفنا أن تتحوّل محطّات الحرب دوريًا إلى مناسبات لاستعادة أمجاد الماضي التليد المتخيّل لأنصار الزعامات المختلفة.

في مواجهة هذا النوع من الطقوس، وأيضًا، ضدّها بالمطلق، نقول ما يلي: 1) لا يوجد زعيم واحد من زعماء الحرب يجمع عليه اللبنانيّون كرمز لهم. قدّيس فئة من اللبنانيّين شيطان فئة أخرى، والعكس. تاليًا، الإحتفاليّة المستمرّة بالحرب وبأبطالها سبب من أسباب استدامة الإستقطاب والفرقة بين اللبنانيّين، التي تخدم موضوعيًّا مصلحة السلاح غير الشرعي في لبنان ومحرّكيه الإقليميّين. 2) الإحتفاليّة برموز الحرب هي تبرير لاستمراريّة أبنائهم من بعدهم، أي لمنطق العائليّة السياسيّة التقليديّة في لبنان. من يريد الخلاص من هذه الدوّامة، ينبغي له الخلاص أيضًا من عبادة القادة الراحلين. 3) تستعمل أحزاب مختلفة محطّات الماضي للتغطية على حقيقة أن لا حلّ عندها لمشاكل الحاضر. هذا مؤسف.

تاليًا، نتعهّد كفدراليّين بألّا تقع مواقعنا الإلكترونيّة ولا منشوراتنا بفخّ هذا النوع من الإحتفاليّات. الحرب انتهت، والماضي مضى، وأنظارنا الى الأمام. نقطة، انتهى.

مواضيع ذات صلة